0020
0020
previous arrow
next arrow

مرسي وحماس والمياه العادمة!

ثمة في مصر، التي نعرفها، من يشتم غزة والأنفاق، ويغلظ بالقول لفلسطين كلها، ومن ثم «يحتفي» بإحكام الحصار على غزة، ويزغرد لإغراق الأنفاق بمياه الصرف الصحي، بعد أن أصبحت غزة هي العدو، في عهد جبهة الخراب والتخريب، فقط لأن فيها حماس، المنحدرة من تنظيم الرئاسة المصرية: الإخوان المسلمين!

صحف مصر، كشفت قبل ايام تفاصيل عملية إحكام الحصار على غزة، التي أملت أن تنهي مصر الحصار بعد أن «تحررت» من مبارك وأذنابه، وإذ بأذناب الرجل أطول مما توقع الكل، لا بل تبين أن الرجل لم يكن سوى صورة، فيما الأذناب هم النظام برمته، المصادر العسكرية المصرية كشفت للصحافة المحلية أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة شخصيا، أكد على استكمال ما بدأته القوات المسلحة بخصوص هدم الأنفاق الممتدة تحت الأرض بين مصر وفلسطين، مستخدما في ذلك طريقة إغراق هذه الأنفاق بمياه الصرف الصحي لتغمرها كاملة، فلا يتمكن المهربون من إتمام عملياتهم التهريبية التي تقام بشكل يومي تقريبا لإبقاء غزة على قيد الحياة، في ظل الحصار التي ترعاه القوات المسلحة المصرية وقوات «جيش الدفاع» سوية وبشكل متناسق ومتناغم، بل إن السيسي أكد فى آخر لقاء جمع بينه والدكتور محمد مرسي الذي يقال أنه رئيس الجمهورية، على أن هذه الأنفاق تشكل خطرا واضحا على الأمن القومي، ولا يمكن الرجوع عن استكمال خطة هدم هذه الأنفاق «في حين ظل الرئيس مرسي (المفترض أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة!) يناقش ضرورة توقف القوات المسلحة عن هذا القرار» حسب التعبير الحرفي لما نشرته صحيفة الدستور المصرية، القوات المسلحة المصرية «نجحت» خلال أيام قليلة منصرمة فى هدم عدد كبير من الانفاق ومنها انفاق مجاورة لمعبر رفح البري، وجار استكمال ضخ المياه ببقية الأنفاق، الأمر لم يقتصر على ضخ المياه العادمة، بل تعداه إلى ما هو ابعد من ذلك، فالجيش المصري يعمل منذ مطلع العام الجاري على نشر مزيد من وحداته على الشريط الحدودي وإنشاء مواقع وتجهيزها لوجستيا مع مدها بالتيار الكهربائي والاتصالات الأرضية بشكل منفصل عن مدينة رفح المصرية، لإحكام سيطرته التامة على الحدود مع فلسطين!

حماس استقبلت الخطوة المصرية التي لم يجرؤ على اتخاذها مبارك و «أذنابه» بالدهشة، واستنكرت عملية إغراق الانفاق الحدودية – المتكرر – مع مصر بالمياه، وقالت أنه «تجديد للحصار» المفروض على القطاع وإهانة لعلاقات الود بين الشعبين الشقيقين(!) ودعت مصر إلى فتح معبر رفح وإلزام إسرائيل برفع الحصار وقالت على لسان القيادي فيها، خليل الحية، إن الأنفاق الحدودية مع مصر كانت خيارا وحيدا أمام الفلسطينيين لمواجهة الحصار وإغراقها المتكرر بالمياه في ظل الحصار، هو حكم بعودة الحصار بقرار رسمي مسبق، وباستثناء هذا التصريح، لم أقرأ شيئا صادرا عن حماس، التي بدت أنها كمن يبلع الموس، فلا هي تستطيع السكوت على خطوة كهذه، وليس بوسعها أيضا أن تفتح نيران تصريحاتها باتجاه «النظام المصري المتحالف مع العدو» كما كانت تفعل مع نظام مبارك، ويبدو أن من يقف على رأس النظام المصري اليوم، لا يدري من أين تأتيه السهام، فغدا كالمتنبي حينما أنشد:

فصرت إذا أصابتني سهام

تكسرت النصال على النصال!

الصورة بالغة التعقيد الآن، لكن ما هو غير واضح، لم لا يتم فتح معبر رفح بشكل كامل ودائم، ما دامت الأنفاق تـُغلق بذريعة تهديدها للأمن القومي المصري؟ هل يهدد المعبر أيضا هذا الأمن، الذي يعبث به أبناء مصر من جبهة الخراب وأذناب مبارك؟.

hilmias@gmail.com