0020
0020
previous arrow
next arrow

حزام شمال افريقيا

حزام شمال افريقيا الناسف

فى العلن تتبراء منهم جماعة الاخوان المسلمون و فى الخفاء هم الداعم اللوجيستى الاول لهم و مكتب الاتصال الدولى بهم لانظمة و حكومات الغرب . و عند وقت التعثر لجماعة الاخوان يصبحو هم الحل السحرى عبر استخدام السلاح و تصفية الخصوم ايا كانو من المدنيين او العسكريين، هم لا يجيدو الظهور على الشاشات كما يجيد قيادات جماعة الاخوان المسلمون، و لكن يجيدو الخفاء بين الجبال و الكهوف و فى اقصى مناطق الصحراء وُعورةً، يختلفو فى هيكلهم عن شكل هيكل جماعة الاخوان بحكم الطبيعة التى يسكنو بها، و بحكم اختلاف تكتيكاتهم المتغيرة دائما، و لكن هم ابناء نفس الفكر المتطرف الاصولى بحكم ولادتهم من نفس الرحم، و اذا كان قد حدث بينهم و بين جماعة الاخوان المسلمون اختلاف فهو ليس اختلاف فكرى او اختلاف على استخدام القتال كوسيلة لتحقيق الهدف، و انما يأتى الاختلاف فى توقيت القتل ذات نفسه و على اسلوب القيادة، فهناك اكثر من وسيلة للوصول للهدف لدى الاخوان ابرزها التحالف حتى و لو كان مع الشيطان، و هذا ليس غريب على جماعة كتبت شهادة ميلادها فى مكتب الاستخبارات الخارجية للمملكة المتحدة، كما أن القيادى ألاخوانى يجيد مبدأ التقية و المدح فى الديمقراطية و العقلانية و الحريات و التحدث عنهم و كأنه ” مانويل كانط ” او ” جان جاك روسو ” او ” فولتير “، بينما ” الامير ” او ” الزعيم ” يظهر كل ما يوجد بداخله من دموية حقيقية دون ارتداء أى قناع .

هم كانو سبب رئيسى فى شن الولايات المتحدة الامريكية و الغرب الجيل الثالث من الحروب المعروفة بأسم الحروب الاستباقية او الحرب على الارهاب ، و الان هم اخر فرص التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمون و حلفائهم فى البيت الابيض و اوربا لاستكمال مشروع الفوضى الخلاقة، و اتمام اخر مراحل الجيل الرابع من الحروب .

بتاكيد اتحدث عن الجماعات التكفيرية و الجهادية و تحركاتها فى الثلاث اعوام الاخيرة، اى اثناء عواصف الربيع المزعوم، و دورها الان بعد رغبة الشعوب العربية فى التخلص من انظمة الاخوان الحاكمة، كما حدث فى مصر بثورة 30 يونيو، و كما يحدث الان من انتفاضات لباقى الشعوب العربية ضد انظمة العصور الوسطى .

فاذا كانت كل جماعة جهادية بشمال افريقيا منفصلة بذاتها بعد مرحلة من السكون و لو لبعض الوقت، الان اصبحت جميعها كحلقات متصلة ببعضها البعض، تعمل على تحزيم هذا الشريط العريض من شمال افريقيا بداية من مالى و موريتانيا مرورا بالمغرب و الجزائر و تونس و ليبيا و صولا الى شبة جزيرة سيناء، و أشعاله فى أى لحظة من اللحظات، و من السهل لاى شخص الاطلاع على اسم الحركات الجهادية و تاريخها الدموى عبر وسائل البحث الالكترونية، و لكن قراءة ما يحدث خلف الستار و ما يتم تحضيره فى الكواليس، و أستقراء ما سيحدث فى المستقبل هذا ما سنكشفه لكم الان عبر استعراض علاقة كل جماعة جهادية بأحزاب جماعة الاخوان فى كل بلد بشمال افريقيا خاصة بعد ثورة 30 يونيو بمصر، و كيفية استثمار الاخوان لتلك الجماعات، و التلويح بهم كورقة ضغط فى حاله تعرض مصالحهم لاى خطر، و التهديد بهم فى مراحل سقوطهم، و أتباع لعبة تبادل الادوار و تقسيم المهام و غيرها، و نقاط تلاقيهم مع اجهزة الاستخبارات الاقليمية و العالمية، و دعونا نبدء باقصى الغرب الافريقى .

بعد توجيه ضربات قاسمة من قبل القوات الفرنسية لزعيم جماعة انصار الشريعة ” عمر ولد حماها ” فى جبال تغرغرفي شمال شرق مالي بمارس 2014م، و هو واحد من أكثر المطلوبين في تنظيم القاعدة بمالي و المشهور بصحاب اللحية الحمراء،( لأنه يصبغ لحيته بالحناء )، و شن عمليه ” سيرفال “، و دك الجيش الفرنسى اخطر معاقل التنظيم بجبال ايفوغاس، بعد تهديدات عديدة لتنظيم القاعدة بأعدام رهائن فرنسيين، و هو الامر الذى جعل فرنسا تشتد فى اطلاق ضرباتها العسكرية او تصريحاتها النارية، و أتهام قطر بدعم تنظيم القاعدة بشمال مالى، و فى نهاية طريق طويل حول الجدل من دعم قطر للتنظيمات الجهادية ام لا، حسمت ذلك الامر الدوحة بشراء صفقة اسلحة من فرنسا بقيمة 23 مليار دولار حتى يخرج الجميع دون أى خسارة، بعد نفى رئيس الوزراء الاسبق ” حمد بن جاسم ” لاى علاقة تربط الدوحة بتنظيم القاعدة بمالى .
الى أن جاء أقرار الاتحاد الأوروبي بوسط ابريل 2014م بأرسال مستشارين مدنيين لتدريب قوات الامن الداخلية الثلاث و هى قوات الشرطة و قوات الحرس الوطنى و قوات الدرك، بالتزامن مع زيادة القوات الاجنبية المشاركة فى قتال القاعدة بمالى سواء من اوربا او من دول افريقيا، بات الخناق يشتد على تنظيم القاعدة بشمال مالى و اصبح من الضرورى اللجوء الى ارض اكثر خصوبة لتحركاتهم، او ارسال المزيد من الدعم لهم من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى ، كما حدث عندما تم تعيين ” يحيى أبو الهمام ” من قبل زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى الأمير ” عبد المالك درودكال ” المدعو بأبى مصعب عبد الودود، و حقيقة الامر ” درودكال ” لم يكن مبالغا فى احلامة او طائشا متعجلا لفرض السيطرة و الوصول الى الحكم مثل غيره، و لكن منذ 2012م اعد ” درودكال ” استراتيجية واضحة لسيطرة تنظيم القاعدة على شمال مالى، و يتضح من تلك الاستراتيجية أن ” درودكال ” رأى افضل وسيلة لكسب ثقة الناس تدريجيا، هى دعم حكومة من الطوارق و التخفى خلفها، خاصة و أن السكان بشمال مالى غير مهيئن الان لتطبيق الشريعة حسب رؤية ” درودكال “، و توقعة لحدوث مواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب، و فرض حصار اقتصادى و سياسى و عسكرى، أقل تقدير سيجبر التنظيم على التراجع و التقهقر، و كان يعتمد اعتماد كلى فى ذلك على حليفة القاعدى الطارقى المالى ” أياد أغ غالي ” زعيم حركة ” انصار الدين ” التى سيطرت على مدينتي كيدال و تمبكتو باول ابريل 2012م و أبن عمه ” حمادة اغ غالى ” .

و قد اكتمل المثلث بتسوية ” حركة التوحيد و الجهاد فى غرب افريقيا ” خلافاتها مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعد اتهام ” حركة التوحيد و الجهاد فى غرب افريقيا ” تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتخليه عن الجهاد عبر بيان له تبنى فيه عملية اختطاف ثلاثة من عمال الإغاثة من أسبانيا وإيطاليا باكتوبر 2011م، لكى يقتسم بذلك كل من “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و حركة “انصار الدين” و “حركة التوحيد” و الجهاد فى غرب افريقيا” .

و استكمالا لمشهد المصالحات بين التنظيمات القاعدية، فبعد أن أعلن ” مختار بلمختار ” قائد كتيبة الموقعون بالدماء، و زعيم تنظيم القاعدة بشمال مالى تأكيد ولائه لزعيم تنظيم القاعدة ” أيمن الظواهري ” بدء كلا من ” مختار بلمختار ” و ” عبد السلام طرمون ” أمير حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة الإسلامية فى فتح خطوط اتصال و التحضير للقاء بينهم و هو ما جعل الجيش الجزائرى فى حالة استنفار شديدة على الحدود مع ليبيا و النيجر ( مكان تواجد بلمختار ) . و أذا كان ” مختار بلمختار ” يشكل خطر مباشر على شمال مالى فـ ” عبد السلام طرمون ” يشكل خطر مباشر على الجزائر و بتحديد ولاية ورقلة . و ” مختار بلمختار ” المعروف باسم ” الأعور ” بسبب فقدانه إحدى عينيه، هو واحد من الافغان العرب الذين شاركوا في حرب أفغانستان أبان الاحتلال السوفيتي، وصاحب سجل حافل بالارهاب فى المنيعة و غرادية بالجزائر، و الذى يعد ورقة رابحة هامة لـ ” درودكال “، لذلك لم يسمح الاخير بمحاولة رجوع ” مختار بلمختار ” عن الارهاب و العنف .

و لهيكل تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامى شكل و هيكل معتاد و موروث من ” الجماعة السلفية للدعوة و القتال “، و لكن بعد مواجهات شرسة مع الجيش الجزائرى بعام 2010م، و ما تلاه من القوات الفرنسية بمالى، تم استحداث بعض الشئ فى شكل و هيكل التنظيم، بعد استمرارة لاعوام طويلة على شكلة السابق الموروث ، ويقود التنظيم مجلس الأعيان بقيادة الأمير ” درودكال ” ثم يأتى بعد مجلس الأعيان إمارات المناطق وهي ثلاث أمارات في الوسط والشرق والصحراء ، ثم هيئة الجند وهو هيكل جديد استحدثته القاعدة لدمج مجموعات جديدة من السرايا والكتائب في هيكل واحد .

ويمكن رسم هيكل ” القاعدة ” على النحو التالي :

الامارة الاولى بمنطقة الوسط و هى تضم ثلاث هيئات للجند و هم :

اولا ” جند الأهوال” وتضم كتائب :- “الفتح” و”أبو بكر الصّديق” و” الأرقم ” و يتركز نشاطهم بولاية بومرداس (60 كلم شرقي العاصمة الجزائرية (

ثانيا ” جند الأنصار” وتضم ثلاث كتائب :- و هم ” عثمان بن عفان” و ” النّور” و” علي بن أبي طالب” و يتركز نشاطهم بولاية تيزي وزو (100 كلم شرقي العاصمة الجزائرية (

ثالثا ” جند الاعتصام” وتضم كلا من :- ” كتيبة الهدى ” و ” كتيبة الفاروق “و يتركز نشاطهم بولاية البويرة 160 كلم شرق جزائر العاصمة و يمتد نشاطها حتى منطقة برج بوعريريج .

الامارة الثانية بمنطقة الصحراء و هى تحت قيادة ” يحيى جوادي ” وتضم ثلاث كتائب أساسية و هم :
أولا ” كتيبة الملثمون” و التى كانت تحت قيادة ” مختار بلمختار المكنى ”
ثانيا ” كتيبة طارق بن زياد” بقيادة ” عبد الحميد عبيد المكنى “
ثالثا “كتيبة الفرقان” التي يقودها مهندس الاختطافات” عكاشة جمال ” و المعروف بأسم ” يحيى أبو الهمام ”

الامارة الثالثة بمنطقة الشرق
ويديرها عدد قليل من السرايا إلارهابية التى تنشط بأستحياء بولايات قسنطينة و تبسة و جيجل وسكيكدة الواقعة بشرق الجزائر، و هى تعاني من قلة عناصرها بسبب ضعفها في تجنيد عناصر جديدة من الشباب، ونجاح مصالح الأمن و عناصر الاستخبارت الجزائرية( DRS) في كشف اكبر قدر من المعلومات عن تحركاتهم، و تفكيك شبكات كانت تدعم هذه المجموعات الصغيرة، خاصة في قسنطينة وجيجل .

و فى الفترة الاخيرة شن الجيش الجزائرى العديد من الهجمات على كتائب التنظيمات التى اخترقت الحدود الجزائرية، و التى حاولت الاستيلاء على بعض المنشآت النفطية و الحيوية، و كان ابرزها الهجوم على منشأة ” إن أميناس” للغاز، و ما تعاقبه من عمليات لاختراق الجزائر عبر الحدود الليبية و التونسية، اكتملت بهروب السجناء الاسلاميين من سجن قابس التونسى، و دخولهم للجزائر عبر جبال الشعانبى، و العديد من الاحداث المتشابهة التى فرضت على رئيس الاركان الجزائرى ” قايد صالح ” رفع حالة التأهب بولايات حدودية مثل أدرار و إلبزي و تبسة و خنشلة و بومرداس و الوادي ، ثم تنفيذ الجيش الجزائرى لعملية ” الفتح المبين ” بمشاركة قوات من النخبة بالجيش الجزائرى، و القيام بعمليات استباقية لاحباط تنفيذ اى محاولة من قبل التنظيمات الارهابية تنفذ داخل الجزائر و ملاحقة العناصر الإرهابية. جدير بالذكر ان وزير خارجية روسيا الاتحادية ” سيرجى لافروف ” حظر الجزائر كثيرا من تحركات الجماعات القاعدية على حدودو الجزائر خاصة قبل اقتراب الانتخابات الرئاسية الاخيرة بالجزائر .

و بعد ثورة 30 يونيو بمصر، و اشتعال انتفاضات الشعوب العربية ضد انظمة الحكم الاخوانى بالمنطقة، و هو الامر الذى اتبعة تغيير فى استراتيجية و تكتيك تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى، و تحرك كتائبه و اختراقه لحدود الدول بناء على رغبات واضحة من اجهزة استخبارات غربية، و اصبحت التنظيمات الجهادية تمارس لعبة تبادل الادوار مع جماعة الاخوان المسلمون، و تتفاعل معها لفتح باب الدول على مصراعيها لاستقبال الربيع و توابعة .

فقبل اجراء الانتخابات الرئاسية الاخيرة بالجزائر و التى فاز بها الرئيس ” عبد العزيز بوتفليقة ” بولاية رابعة، كان هناك خطة ممنهجة لانهاك الدولة الجزائرية سواء من الخارج عبر اختراق الحدود و الاعتداء على المنشأت النفطية من قبل تنظيم القاعدة، أو افتعال الازمات فى الداخل مثل ما حدث من التيار المتشدد من أقتتال داخلى فى مدينة غرادية و أشعال نيران الفتنة بين سنة مالكيون و أمازيغ اباضيون، و ما قامت به حركة مجتمع السلم ” حمس ” التابعة لجماعة الاخوان من مواجهات عنيفة مع الشرطة، جدير بالذكر أن حركة حمس أغلب نشاطها منذ يوليو 2013م يتلخص في اقامة ندوات و وقفات لتأييد الرئيس المصري المعزول ” محمد مرسي ” ولم تقدم الحركة أي شيء من حلول لمشاكل المواطن الجزائري .

بجانب التحرك المستمر و الملحوظ داخل الشارع الجزائرى فى العاميين الماضيين من قبل ” انوار هدام ” احد ابرز دمويين العشرية السوداء، او تنظيم العديد من الاحتجاجات و المظاهرات من قبل ” حركة بركات ” بعد اعلان ترشح ” بوتفليقة ” لولاية رابعة، او الان بعد اعلانهم عدم الاعتراف بفوز ” بوتفليقة ” و أختراق ” حركة بركات ” للعديد من التنظيمات الطلابية، بجانب ” حركة حمس ” و اذدياد دورهم داخل الجماعات بالجزائر، و هو الامر الذى جعل من الجزائر على حافة ” الربيع المزعوم “، مما أجبر مدير حملة الرئيس ” بوتفليقة ” الوزير الاول فى الحكومة الجزائرية “عبد المالك سلال” يصرح بأن الربيع العربى حشرة اذا دخلت الجزائر سنبيدها .

و فى تونس ظهر تنظيم القاعدة بوجه القبيح علنا بعد تعيين ” خالد الشايب ” أحد أقرب مساعدي ” درودكال ” في بجاية، و المعروف بأسم ” ابو لقمان ” كقائد لحركة انصار الشريعة بتونس و ليبيا فى بداية العام الحالى، و تمركزة بجبل الشعانبى . و لـ ” خالد الشايب ” المتخصص فى الكيمياء و المتفجرات سجل حافل من الاعمال الارهابية فى اوائل التسعينات بالجزائر، متفوقا على القائد الاسبق ” ابى عياض ” التى القت القوات الامريكية القبض عليه فى ليبيا، و تضم جماعة انصار الشريعة نحو عشرة الاف مسلح، وبذلك يسير جبل الشعانبى على خطى جبل الحلال بسيناء .

و بتلك التحركات صار لـ ” راشد الغنوشى ” جناح عسكرى على الارض قادر على الاقل تحييد الجيش التونسى المكون من 65 الف جندى تقريبا فى حالة حدوث اى صدام بين حركة النهضة ( اخوان تونس ) و الجيش التونسى، و بتأكيد لا مانع من لعب الجهاديين دور المعارض السياسى و لكن باستخدام البندقية، و قتل المعارضين مثلما ما حدث مع الشهيد ” شكرى بلعيد ” الذى أغتيل فى 6 فبراير 2013م، و من ابرز من وجهت له اتهامات بأرتكاب تلك الاعمال الاجرامية هو الليبي ” عبد الحكيم بلحاج ” قائد المجلس العسكري للثوار في طرابلس، و لـ ” عبد الحكيم بلحاج ” نفوذ و دائرة علاقات واسعة مع أسلاميين تونس، بجانب علاقاته القوية مع زعيم مليشيا راف الله السحاتى ” اسماعيل صلابى ” المتواجد حاليا بشرق ليبيا بالقرب من الحدود المصرية، بجانب تقديم الدعم اللوجيستى و المادى الضخم لـ ” عبد الحكيم بلحاج ” من قبل مدير المخابرات القطرية ” غانم الكبيسى ” الذى دخل على الخط منذ اليوم الاول للربيع المزعوم بليبيا، بجانب المخابرات العامة التركية MIT للتنسيق بين الحركات الجهادية و بعضها البعض، و نزع اى خلافات بينهم و تسليم العديد من الخرائط و التقارير الاستخباراتية للتنظيمات القاعدية لمد نفوذها بشمال افريقيا، و اذا كانت يد ” عبد الحكيم بلحاج ” طويلة فى تونس، فكانت كذلك أيضا بالجزائر لكن يبدو انه تم بترها مبكرا بعد طرد الجزائر لـ ” عبد الحكيم بلحاج ” و منعه من دخول اراضيها مرة أخرى، بعد رفع تقارير من المخابرات الجزائرية تفيد بأن ” بلحاج ” كان على علم بالهجوم على منشأة ” إن أميناس” للغاز قبل وقوع الحادث .

و فى تلك المرحلة كان عمل ” تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى ” فى المملكة المغربية هو تجنيد و أستقطاب الشباب المتحمس للجهاد فى المقام الاول، و تجلى ذلك فى الفيديو الذى بثه التنظيم بعنوان “المغرب مملكة الفساد والاستبداد ” يوم 12 سبتمبر 2013م، و لكن تبقى المملكة اقل الدول تعرضا للهجمات او اختراقا للحدود مقارنة بالجزائر و تونس و مالى من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى، و ربما يرجع ذلك للوضع المستقر سياسيا لحزب العدالة و التنمية ( اخوان المغرب ) و حكومة ” عبد الإله بنكيران “، فكلما استقر وضع الاخوان سياسيا داخل الدولة كلما هدئت تنظيمات القاعدة خارج حدود الدولة .

و بعد انتقالنا الى حدود مصر الغربية مع ليبيا بعد ذكر اسم زعيم مليشيا راف الله السحاتى ” اسماعيل صلابى ” القابع الان بشرق ليبيا بالقرب من الحدود المصرية، دعونا دعونا نبداء مشوارنا مع ذلك الـ ” صلابى ” .
فقد جاء ظهور ” اسماعيل صلابى ” كقائد له سلطة فى ليبيا بعد حضوره اجتماع حلف شمال الاطلسى بالدوحة، بجانب رئيس المجلس الوطني الانتقالي ” مصطفى عبد الجليل ” و ما تعاقبه من اجتماع مع مدير المخابرات القطرية ” غانم الكبيسى ” فى اغسطس 2011م، و الذى أخذ فيه ” الكبيسى ” على عاتقه منذ اليوم الاول تسليح و تمويل المليشيات بالتنسيق مع ” اسماعيل صلابى “، ثم بدئت مرحلة هدم الجيش الليبي و تمكين قطر من التحكم فى مفاصل الدولة و هى المرحلة التى قادها ” اسماعيل صلابى ” بالتنسيق مع العديد من الشخصيات السياسية و الدبلوماسية و الجهادية ايضا ابرزهم ” خالد السايح ” و ” فوزى بوكتف ” و ” محمد الغرابى ” و ” وسام بن حميد ” و ” مصطفى الساقزلي ” و ” عادل الترهوني ” و ” محمد اشعيثر ” و غيرهم الذين اتبعو اسلوب ممنهج فى الاساءة لرجال الجيش للتقليل من شأنهم حتى لايحزن يوما الشعب الليبى على رحيل هؤلاء الرجال الشرفاء، و على رأسهم العقيد الشهيد ” محمد خميس العبيدى ” و اللواء الشهيد ” عبد الفتاح يونس ” و العقيد ” صلاح بوحليقة ” الذى القى مصرعه بحادث سير فى الجنوب الليبى، و أخيرا وليس آخرا مقتل العقيد ” ابراهيم السنوسى ” مدير المخابرات العامة بشرق ليبيا، التى قتل فيها ايضا ” العقيد فتح الله عبدالرحيم القزيري ” رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في مدينة بنغازي فى ديسمبر 2013م، ثم التطاول على اللواء ” خليفة حفتر ” الذى رفعت صوره بجانب صور المشير ” عبد الفتاح السيسى ” ضد جماعة الاخوان و قرار المؤتمر الوطنى العام بتمديد ولايته التى انتهت فى 7 مارس 2014م، و هو ما جن جنون الاخوان بليبيا خوفا من تكرار سيناريو ما حدث فى مصر و ظهور ” سيسى ” اخر بليبيا . و للاسف عند استشهد كل رجل من رجال قيادات الجيش الليبي الذين رفضو تدخل الناتو بليبيا، و مصدر الامان الوحيد للمواطن الليبى، كان يكتفى مراهقين الربيع المزعوم بأنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى بأسم الشهداء دون محاولة البحث عن حقيقة ما يحدث خلف الستار .

و يعتبر” اسماعيل صلابى ” أهم حلقة وصل بين قيادات الاخوان بالقاهرة و على رأسهم ” خيرت الشاطر ” و قيادات جماعة الاخوان بطرابلس، حيث كان ” الصلابى ” كثير المجئ لمصر مع معاونيه سائق اسامة بن لادن ” سفيان بن جم ” و عضو مجلس الشورى لتنظيم الجهاد ” ثروت شحاتة ” الذى تم القاء القبض عليه مؤخراً بمدينة العاشر من رمضان بمصر، جدير بالذكر أن السلطات الايرانية اطلقت سراح ” ثروات شحاتة ” كهدية رمزية لجماعة الاخوان بعد وصولهم لسدة الحكم فى مصر .

و بعد استعراض عسكرى ضخم قام به تنظيم القاعدة بعد اعلان مدينة درنة امارة اسلامية من قبل تنظيم ” شباب الاسلام ” فى اول ابريل من العام الحالى، بات التنفيذ لما يسمى بالجيش المصرى الحر الذى يشرف عليه كلا من ” شريف الرضواني ” و ” فهد الزاز ” و ” سفيان الحكيم ” و لهولاء تاريخ دموى حافل بالتفجيرات و الاغتيالات فى كلا من أفغانستان وباكستان وسوريا ولبنان و غيرها، و يتالف اغلب عناصر ذلك الجيش من العائدون من الحرب السورية، بجانب وجود معسكرات لتدريب الشباب تابعة لحركة حماس التى لم تتاخر للحظة واحدة فى مد خبراتها فى حفر الانفاق لدى المجموعات المسلحة بجبل الشعانبى كما تفعل على الحدود المصرية مع قطاع غزة، و اولى المهام التى أسندت لما يسمى بالجيش المصرى الحر هى توسيع العمليات الارهابية بسيناء، و استهداف منشأت هامة و حيوية، و اقتحام السجون المصرية و تهريب اعضاء جماعة الاخوان منها، اى اعادة تكرار ما حدث يوم 28 يناير 2011م، فالعدو الان على درجة عالية من الاستعداد خاصة بعد اعلان تنظيم القاعدة مدينة درنة الليبية ( مخزن السلاح الاول للمليشيات ) امارة اسلامية و القيام بعرض عسكرى بها لتوجيه رسائل بعينها و فى انتظار تلقى اشارة ساعة الصفر من الخارج الذى بث كل سمومه لاسقاط عمود الامة العربية، و بدء تنفيذ ذلك المخطط .

و بتأكيد مع ذكر حماس و انفاقها تحت الارض و تنظيم القاعدة و مدير المخابرات القطرية ” غانم الكبيسى ” و دور المخابرات التركية و الايرانية.. الخ، يرسم لنا كل ذلك خط تواصل من غرب مصر الى شرقها، من الحدود مع ليبيا الى الحدود مع قطاع غزة، فليبيا التى تحولت الى مخزن سلاح لجميع التنظيمات الجهادية بالمنطقة تقريبا، كانت على تواصل مستمر مع رجالها فى شبه جزيرة سيناء، التى كان يصل لها السلاح ايضا من طهران عبر ” خط الحرير بين الخرطوم و سيناء، و هو ما تم اكتشافه بعد ضرب مقاتلات جوية اسرائيلية فى اكتوبر 2012م لمصنع اليرموك للاسلحة بالخرطوم، الذى كانت تنطلق منه الاسلحة لكى تصل الى شواطئ جنوب سيناء عبر قوارب، او اختراقا للحدود المصرية من الجنوب، لكى تصب فى نهاية المطاف فى قطاع غزة، و هو المشروع الذى اشرف على تنفيذة جهاز سازمانى أمنيات فلكيسار ( المخابرات العامة الايرانية ). و كل ذلك ترجم فى تصريح قائد قوات الباسيج ” محمد رضا نقدى ” عندما أعلن أن ايران تعتزم أنشاء وحدات لقوات الباسيج فى الأردن و مصر على غرار تشكيل قوات فى فلسطين و لبنان، ثم تحركات القائم باعمال السفير الايرانى بالقاهرة ” مجبتى أمانى” فى الاونة الاخيرة و لقائه بقيادات محسوبة على جماعة الاخوان الارهابية و هو الامر الذى جعل الخارجية المصرية ترفض تلك التحركات التى تخالف تماما قواعد العمل الدبلوماسى، كما أن تاسيس تنظيم مسلح يحمل اسم ” الجيش المصرى الحر ” و العمل على انشاء مؤسسة موازية للقوات المسلحة المصرية، تعيد لنا الذاكرة فى تلك اللحظة استضافة طهران فى عام 2011م لبعض الشباب المحسوبين على التيار الاسلامى و حلفائهم، و طرحهم لفكرة تكوين الحرس الثورى كما قال الشاب ” محمد الحضرى ” احد اعضاء جماعة الاخوان بمحافظة الشرقية بعد عودته للقاهرة قادما من طهران .

و بعد يقظة القوات المسلحة المصرية لتحركات الجهاديين على الحدود الليبية، دعا تنظيم جماعة ” انصار بيت المقدس ” المتواجد على شريط الحدود بين مصر و قطاع غزة بأخر ابريل من العام الحالى جماعة ” انصار الشريعة ” فى ليبيا لتنفيذ عمليات ضد جنود الجيش المصرى و تحذير مجاهدى ليبيا من تعرضهم لضربات عسكرية من قبل القوات المسلحة المصرية، و هو الامر الذى يجعل الجميع يصب تركيزه الفترة القادمة سواء كان من فصائل و كتائب تنظيم القاعدة او اجهزة الاستخبارات الدولية على حدود مصر سواء من الشرق او من الغرب .

و بعد هذا الشكل من الانتشار للمجموعات التكفيرية و الجهادية بشمال افريقيا و التواصل فيما بينهم ،سنجد انه تم تحزيم ذلك الشريط العريض الممتد من مالى الى شبه جزيرة سيناء بحزام ناسف من التنظيمات القاعدية، قابل للاشتعال فى اى لحظة، و جاهز لتنفيذ اى مخطط يأتى من قبل من يشرف على تمويلهم و يحركهم خلف الستار .

فادى عيد
المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية
fady.world86@gmail.com