0020
0020
previous arrow
next arrow

أعضاء نادي المناسف يأكلون وطنهم وأنفسهم

المنسف أكلة شعبية أردنية بأمتياز ، يتحلق المدعون حوله ، ولهم معه حكاية ” نأكل على صحن واحد ” ، بهدف اسمى يحمل معاني الأخوة والصداقة ، والأحترام والثقة ومع تبدل أحوال الناس ومواقعهم تبدلت مواقفهم ، وظهر البون الشاسع فينا بينهم ، ثمة طبقة مخملية لها رأس الذبيحة وهم كما يقال أصحاب الألقاب التي حملوها مع وظائفهم — وكبرت الألقاب وصغر شاغلوها– زمرة أصحاب الذوات ، أو قل دون تردد طغمة ، وبعد أن ذاقوا ذرعا” بالعامة ، قرروا تشكيل ناديا” خاص بهم ، أصطلح على تسميته نادي أصحاب المناسف للنادي شوطا” خاصة للعضوية ، على سلمها أن يكون العضو ساخطا” على كل ما هو جميل في الوطن ، وعلى كل ما هو متميز دون سواهم ، أو نجاح يقدمه غيرهم،ويثبت وجود معادل نقص في تكوينه الفكري يصعب علاجه ، من طراز طائفي أو أقليمي ، ومن الناحية النفسية قابل للترويض، ويحب وطنه كما يحب الدب صاحبه أصحاب النادي كان لهم في البادية أطماعنا” مادية صرفة ، تقرر لاحقا” تزاوجعها مع السياسية ، لم ينسوا أن للمنسف أذنين للأمساك به من مميزاتهم أنهم يتناسلون للجد الخامس أو العاشر، واذا ما دخل عليهم أحد قسرا” ، يمكن أسيعابه وفق ضوابط واللوائح صارمة في هذا المجال ، وكثيرا” ما يخضع لدورات تدريبية ، بداء” من عمليات ” التشريب ” ، الى عملية أصول التقديم ، خاصة لجهة الأنحناء ، وطرق حمل المناشف وفق متطلبات الحال رؤساء النادي متفق عليهم ، وكثيرا” ما تتم كما المنسف بالتدوير ، وفي حال وجود خلاف يحال الأمر الى المحفل الصغير ، ثم للمحفل الكبير ،وهنا الحكم قطعي غير قابل للطعن ، وعلى الجميع الأنضباط ، وبخلافه فالعقوبات جاهزة ، منتزعة من ” شيلوك ” أقلها كيلو لحم من كل كتف ، وقد تطال نسل المخالف الى أبد الأبدين بالقطع للنادي عيون ، هي ليست كعيون البشر ، وقد اخدت من المنسف شكلها أنها دواره في كل الأتجاهات ، وتنظر الى أسفل والى أعلى بفضل تكنلوجيا العصر ، وأحيانا” تكون بالطول أو بالعرض ، وفي ذالك حر ص شديد من المتربصين الأوغاد للعيون مهمات كما نعرف ، ولدى أصاب نادي المناسف أضافات أهمها بثت الأشاعات ، وتبيت قناعات معززة جلها مستجده بما يتناسب مع الظروف والمعطيات والمستجدات ، اما الغنائم فلها مقاييس خاصة وكلها تحتسب وفق المنجز ، التي تتلأم مع الأهداف الكلية المشاغبون على النادي كثر ، يعمدون الى ترديد ” شر البلية ما يضحك ” ، هم يستغلون خصالهم للطعن بهم ، ومنها حرص أعضاء النادي على أكل الوطن ، والبحث عن الفتات ، مثل أكلهم للمنسف ” تلحيس ” ، لكن الأدهي والامر والعلقم أنهم يأكلون بعضهم ، مثل بعض الحشرات ، ولديهم فيما بينهم حملات تشكيك ، يضربون تحت الحزام ، ولذا يسمع المتربصون تحميل بعضهم للبعض المسؤولية عن الفساد والأفساد ، ونهب المال الحلال والحرام ، معادل نقصهم أن السنتهم طويلة وحادة وجائعة وظامئة ، قادرة على جز رؤوس الأخرين و تلطيخ وجوههم بالسواد ، وحتى تكسير العظام ، حالات الأفساد البينية كثيرا ما تاتي من المحفل عذرا” ···لم أعد أحب المنسف !!! .. محمد خطايبة