0020
0020
previous arrow
next arrow

إستدراج الفكر إلى طريق التوهان

وكالة الناس – أشرف الصالح
إستدراج الفكر إلى طريق التوهان و عدم معرفة الصح من الخطأ بمساعدة اقلام مأجورة، يؤدي إلى فوضى عارمة، فكثير ممن يظنون أنفسهم أنهم نوابغ السياسة و الإقتصاد و علم الإجتماع؛ إنزلقوا في بحر الظلمات لأن تفكيرهم و تقديرهم للأمور لا تتعدى مسافة اقدامهم، و أرتبط فكرهم بإبهام الأرجل.
تراهم تارة يصفقون و تارة يلعنون و أحياناً يعترفون بأخطائهم، لقد أنتظرت طويلاً لكي أكتب أو أعبر عن رأيي في أمور كثيرة؛ و لم أتسرع أو أعلق و أنتقد إلا بعد أن تنتهي هذه الزوبعات، التي طالت كثيراً حتى بعد خروجنا من صيف لاهب إلى خريف يغم النفوس.
فالأمر يحتاج إلى تروي كامل قبل أن تخط اليد الكتابة و تنسج ما يدور في خلد العقل و الوجدان، فتصبح على خبر يراد به. الإستقامة و تمسي على خبر تنتصر لفلان على فلان دون معرفة الحقيقة بين الطرفين، و لكن تنتقد حسب الأهواء التي ما زالت خريفية، فالإنتقاد الدائم لأمر يشعرك بالقرف؛ كأنك تنظر إلى فأرة و هي تلد، أو كلب طريق و هو ينزف، أو تمساح يقضم رجل حمار وحشي.
وظناً من المنتقد أنه يحمل بيده الحلول و ينظر إلى المدينة الفاضلة التي سمع عنها دون قراءة محتواها و نظامها، فترى الأعتر أو الأطرش أو الأحول أو الأعرج؛ يسوق عليك شرفاً هو فاقده و يكتب عن مواضيع و أمور ليست من فكره أو مخيلته، و ربما بل متأكداً أنه سرقها من غيره، التي سرقها غيره أيضاً، لتضحي الأمور مسروقة بفكر صدئ و عقل نتن و حياة فيسبوكية تختلف عن واقعه الضفدعي.
أتركوا أقلامكم و أخرسوا السنتكم، التي تنعق إلى خراب و أقلام تجر الخيبة و الضلال لأنها مأجورة، و قبض ثمن ما تكتبون، ليكن الظهور مع ما تبطنون لكيلا تكونوا منافقين، من أحب بلده و خاف عليها فعليه أن يكون أولاً كما يريد في كتاباته، و ليس ذو وجهين أحلاهما قبيح،
لا نريد سن أقلامنا على بلادنا و أ ولادنا، لا نريد أن نعطي فكرة خاطئة للآخرين عن حياتنا، لا نريد أن نؤذي إقتصادنا بكلامنا، لا نريد أن نجعل الأقوام تشعر أن مشاكلنا كثيرة؛ فالكلام الغير مدروس و المبني على باطل دون دليل، لهو هزيمة إقتصادية و زعزعة للأمن و خلخلة لا نظمتنا و قوانيننا.
فلنصبر على وضعنا و نضع الأمر بيد العقلاء الذين باتوا مشوشين مما تكتبون و تنتقدون و تلومون و تتهمون .. إتقوا الله في البلاد و العباد، و حمانا الله من زيف الزائفين ومن شماتة الشامتين ومن السنة الحاقدين